رواية أولاد الناس

ريم بسيوني

روايات

رواية أولاد الناس: ثلاثية المماليك تأليف ريم بسيوني .. !لم تدرِ بنفسها وهي تطوّق صدره، وتهمس في فرح طغى على كل المشاعر الأخرى: محمد .لم تنطقي اسمي هكذا من قبل .أنت أفضل زوج في كل البلاد مع أنني من المماليك؟ .مع أنك من المماليك


.سلط نظره إلى عينيها وقال: زينب، اصدقيني القول، ماذا يقول العامة عن المماليك؟ وإياكِ أن تكذبي
.قالت في خضوع، يحمون البلاد ويضحون بأنفسهم وحياتهم
ابتسم في تهكم ثم قال: وأهل مصر يفهمون هذا؟
يعرفون الأخطار؟
طأطأت رأسها ثم قالت: ربما لا يدركون سوى أخطار الوباء والفقر يا مولاي، للإدراك يومٌ وميعاد، مثله مثل الموت
والميلاد...الجهل يعمي البصيرة ويخرج الضغائن، ربما لو عرف أهل مصر المماليك أكثر لتلاشى الخوف

شارك الكتاب مع اصدقائك

2023-10-01

* **** وأخيراً انتهت الملحمة.. انتهت الثلاثية.. انتهت الرحلة عبر التاريخ المصرى الإسلامي الثَرِى و حان_ للأسف الشديد_ موعد النزول .



* إذا وجدت نفسك فى بحرٍ من المشاعر المتناقضة من حزن؛ و فرح؛ و كُره ؛و شَوْق؛ و غير ذلك من الأمواج المتضاربة.. فاعلم أنك_ ببساطة_ غَرقْت داخل إحدى ثلاثيات "د. ريم بسيوني".

**** "أولاد الناس ثلاثية المماليك" مَلحمة درامية تاريخية رومانسية ذات مسحة صوفية للكاتبة القوية لغوياً و تاريخياً و المثيرة للجدل عاطفياً "د. ريم بسيوني"... ثاني مقابلاتي بها بعد "ثلاثية القطائع".

*** تكمُن عبقرية "د. ريم بسيوني" فى أنها صارت بحقٍ أيقونة الروايات التاريخية؛ فهي كالفراشة فى بُستان تاريخنا المصري الخصب.. تنتقل بسلاسة و يُسر بين أزهاره فتارةً تقف على زهرة العصر (الطولوني) و تارةً العهد (المملوكي)؛ لتمتص من عبق الماضي الجميل حتى تحولت لنسر يحلق متفرداً فى سماء هذا اللون من الأدبيات.



****التصنيف :

- كنت أفترض أنها رواية تاريخية ذات مَسحة رومانسية و لكنها خرجت كعمل رومانسي يجيش بالعواطف و المشاعر و بها خيط تاريخي رفيع يظهر من خلال إبراز أهم الأحداث فى عهد المماليك من قوة و خيانة و ضعف و هَوان ابتداءاً من قوة عصر المماليك (الشركسية) و مروراً بنشأة عهد المماليك (البرجية) مُمثلةً فى السلطان "برقوق" و من بعده و انتهاءًا بالانكسار و الهزيمة على يد "سليم الأول ".

- ثلاثة أجيال من عهد المماليك لا رابطَ بينهم للوهلة الأولى؛ ولكن الكاتبة نجحت فى ربطهم بخيوط غير مرئية و وضعهم داخل إطار واحد و قوي و هذه المرة لم يكن الإطار زمنياً أو شخصاً بل كان مكانياً و هو مسجد "السلطان حسن".



**** الشخصيات :

- منسوجة بعناية و هدوء بالإضافة إلى الاهتمام بخبايا النفس البشرية و سبر أغوارها وإخراج مكنون تقلبات مشاعرها؛ ما سَهلَ من ارتباط و تفاعُل القُراء بهم جميعاً.

- تميزت الكاتبة فى هذا العمل عن سابقه "القطائع " بما يلي :

١ - إخفاء الشخصية الرئيسية للقصة و عدم إطلالها إلا بعد سخونة الأحداث ما يُزيد من عامل التشويق لدى القارئ.

٢- ظهور الأمير "محمد المحسني" و ابنه مشيد العمائر فى الثلاثة فصول بذكاء و سلاسة تُحسَب للكاتبة.

٣- تلاعبت الكاتبة بالشخصيات بشكلٍ كبير و كأنها عرائس خشبية تحركها بخيوط من أعلى فكانت تجمع بين عدة صفات متناقضة فى الشخصية الواحدة كالحنان و القسوة.. الخيانة و الوفاء.. الكبرياء و الذل بل واستلذاذه ما أدى إلى اختلاط الحكم على الشخصية فتبدأ بالكراهية ثم التعاطف معها و تنتهي بحبها و الارتباط بها.

- كنت أتمنى خروج شخصية "يوسف" بشكل أعمق و صورة أوضح و أيضاً لم تعطِ الكاتبة المساحة الكافية لنهاية "خاير بك" بخسارته لاحترام الجميع الصديق و العدو و تسميته خاين بك.

**** اللغة :

-أفضل ما فى هذا العمل فالكاتبة غاصت داخل مكنون لغتنا العظيمة و أمتعتنا بالصور البلاغية البديعة _ و ما أكثرها_ الأمر الذى وصل إلى حد الاستعراض و التباهي بقوة اللغة و الجمل التعبيرية على حساب الأحداث.

- تزيين القصص الثلاثة بأبيات منتقاة من "الإمام الشافعي" و التي تحض على الصبر عند الشدائد و على رأسها بالطبع: (دع الأيام تفعـل مـا تشـاء..... وطب نفساً إذا حكم القضـاء) مما يصل القلب بالأحداث.

- اللمحة الصوفية أكسبت الرواية الكثير من الجمل ذات العمق و الروعة و لكن ظهرت بعض الجمل القليلة من عصرنا الحالي لا تليق بهذا المقام مثل (خلي بالك من نفسك) وغيرها.



**** إيجابيات الرواية :

١- قدرة الكاتبة على جذب القاريء إلى عالمها و الارتباط به ارتباطاً لا ينفك إلا بانتهاء آخر صفحة باستخدام أدواتها اللغوية الأثرية؛ و تركيباتها البلاغية القوية؛ و المسحة الصوفية التى تغلف الحوار.

٢- جهد كبير مبذول فى البحث و التمحيص بين الكتب و المصادر التاريخية لنسج خيوط تلك القصة و أهمهم بالطبع "ابن اياس" و "ابن خلدون".

٣-العنوان "أولاد الناس" اسم يكفي لجذب القارئ لمعرفة معناه و هم أبناء المماليك و التطرق منها إلى العلاقات المتشابكة بينهم و بين المماليك و المصريين و كيف استطاع المصريون إذابة المماليك بينهم حتى انتهت بالدفاع الشعبي عن البلاد أمام الغاصب العثماني.

٤- إبراز التاريخ المملوكي لمصر دون الوقوع فى فخ السرد التقريري؛ بل قامت الكاتبة بتطعيم الفراغات بين الأحداث الدرامية بتلك الوقائع؛ مثل التحدث عن صراع المماليك فى عهد "محمد الناصر بن قلاوون" من خلال قصة حب محمد و زينب؛؛ أو محاولة الانقلاب على "برقوق" عبر أحداث قاضي قوص مع "ضيفة" هذا بالإضافة إلى باب (على هامش التاريخ ) المضاف إلى كل حكاية حيث توضيح المصادر و أصل الحكاية.

٥- الاهتمام بكافة التفاصيل الصغيرة للشخصيات.. و هذا من الصعب تحقيقه فى ظل رواية طويلة بها العشرات من الشخصيات المتنوعة ما بين رئيسي و ثانوي؛ و ما بين حقيقي و خيالي؛ و ما بين مشهور و مغمور.. و لكن الكاتبة هنا نجحت بامتياز فى وضع نهاية لجميع الشخصيات و لم تغفل أحداً.

٦- براعة "د. ريم بسيوني" فى تزيين العمل الأدبي بشخصيات قوية لها ثقلها عند المسلمين مثل "ابن خلدون" و علاقته "بعمرو" و "ابن بطوطة" و علاقته "بيوسف" و أخيراً و الأهم بالطبع "ابن اياس" و كتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور ".

٧- التنوع السردي فى الرواية بشكل شيق ما زادَ من متانة النسيج الروائي من خلال تارةً الراوي الأمين و تارةً على لسان الشخصيات الرئيسية مثل "سلار" و "هند" أو شخصيات ثانوية مثل "مصطفى باشا".

٨- التبديل فى السرد القصصي بين عائلتين الأولى تبدأ بالأمير "محمد المحسني" و زوجته "زينب" و أولادهما و أهمهم "محمد مشيد العمائر"؛ و الأخرى عائلة العلم و العلماء ممثلة فى الشيخ "عبد الكريم" ثم حفيده "عمرو" و انتهاءًا بحفيده الشيخ "شهاب الدين" إمام مسجد "يلبعا العمري".

٩- الحبكة فى كل جزء من الثلاثية كانت ممتازة و قوية و مليئة بالتويستات و المفاجآت "كعادة كتابات "د. ريم بسيوني" "مع الإصرار على التحكم فى رتم الأحداث حتى توصلها لبر الأمان و النهاية.



**** مآخذ على الرواية و الرد على بعضها :



١- النظرة الدونية للمرأة بل و يصل لإهانتها :

فالعنف و القهر و السجن بل والاغتصاب يولد الحب و العشق والغرام فى عدم منطقية و لا معقولية و أقرب للمازوخية أو لعقدة (استوكهولم) أي الوقوع فى عِشق الجلاد.... و إليكم بعض الأمثلة النسائية التى وردت بالرواية :

- "زينب" المثقفة المتعلمة ابنة أحد الموسرين يجبرها أمير مملوكي على الزواج به بعد خطف و تعذيب أخيها و خطيبها و إجبارها على معاشرته بل و الاستمتاع بعد سجنها و ضربها فتتحول إلى عاشقة له و تقَبِّل قدميه.

-"أم ضيفة" التى يضربها "رضاوي" زوجها و تعتاد على كسر ذراعها و يجلد ابنته يومياً و يحرقها عشرين مرة و مع ذلك تدافع عنه و تقول أنها تحبه و تسامحه.

-"هند" أغرب الأمثلة فهي الفتاة المصرية الأَبِيَّة التى يغتصبها الأمير "سلار" يومياً_ تحت مُسمَّى الجارية_ و يهددها بأخيها الصغير و عندما يتوقف لمدة أسبوع تشتاق إليه و تنتظره زوجاً لها.

- أسوأ الأمثلة_ فى رأيي_ "خوند تتر" التى تُوفيَ زوجها "اينار" البطل المخلص لها و لمصر.. ضَحَّى بجواريه فى سبيل حبها و ضَحَّى بحياته فى سبيل بلده.. و لكن بمجرد استشهاده تَغوي قاتِله "مصطفى العثماني" للزواج به عن حب بل و تنتظره ليعود بعد عامين للبلاد فى إطار قصة حب مُقَززة....

* ولكن نجد الرد أن المرأة هى التى انتصرت فى النهاية مستخدمة أسلحتها من الخضوع و الطاعة و الحنان والحب ما جعل من الأمير المملوكي يخضع لها و يستغني عن جواريه و تذوب قسوته بين أيديها فيتحول إلى أيقونة الشهامة و الشجاعة.. و لذا هناك من يرى أن الرواية بها انتصار للمرأة.

٢- بالرغم من تحكم "د. ريم" فى الأحداث إلا أن هناك بعض الملل الذى تَسربَ لدى القارئ أحياناً عند الإسهاب الزائد فى وصف المشاعر على حساب الأحداث و الذى أدى إلى التطويل الغير مبرر فى بعض الأجزاء.

٣- من المفهوم أن نَجد تَضارُب الصفات فى الشخص الواحد كأن يكون مثلاً شجاعاً و لكن بخيلاً أو شهماً و لكن ضعيف الشخصية... و لكن أن يجتمع تضاد الصفة الواحدة فى نفس الشخص فهذا مما يؤخَذ على الكاتبة... كما فى الجزء الثالث حيث تجتمع النذالة و الشهامة فى نفس "سلار"... كيف يكون مغتصبا لعَرَض فتاة مصرية و يدافع بحياته عن أرضها؟؟؟

وكيف يجتمع الكبرياء و حب الذل و الهوان فى نفس "هند"؟؟! هذا غير منطقي... و إن كان المبرر هنا وجوب عدم إخضاع العشق لقواعد المنطق و العقل.

٤- الأحداث على قوتها و حِدَّتها إلا أنها شابها بعض العَوار فى بعضها مثل:

- صلاة قاضي قوص بالمماليك فى مسجد "السلطان حسن" وهم يقتلون بعضهم و تأثُّرهم بصوته فى صلاة الظهر "السرية و ليست الجهرية " فشابَها شيئاً من المبالغة و الخطأ بالطبع.

- سفر "ضيفة" من قوص للكرك و دخولها للقاضي "عمرو" بل واختلائها به و كنت أتمنى أن يصير حلماً كما أراد القاضي و كما كانت تسير الكاتبة على هذا النهج.

- حب غير مبرَّر درامياً من "أم ضيفة" لزوجها "رضاوي" الذى لا يتوانى عن ضربها يومياً و كسر ذراعها عدة مرات و حرق ابنته فى جبروت لم يأتِ به أحد من قبل.

- إنقاذ "سلار" المملوكي "لهند" وسط الجنود العثمانيين و هذا أقرب إلى الأبطال الاسطوريين مثل اسبارطة و غيرهم.. و حتى و إن سلمنا بشجاعته و قوته و شهامته المتناهية التى جعلته يعود مرة أخرى لإنقاذ الأخ.. إلا أن هذا غير متناغم مع النذالة و الخسة التى ظهرت عليه عبر اغتصابه "لهند" و تهديده الطفل.

- وقوع (خوند تتر) فى حب سجانها و قاتل زوجها "اينال" .. ربما لو تم الزواج من باب المصلحة العامة و تربية الأولاد لكان أفضل.

٥- من الطبيعي وجود الحب المولَّد من الكره و عشق الجلادين و لكن أن تكون تلك سمة العلاقات الرومانسية الموجودة بل ويتم الإثناء عليها فهذا كان غريباً على عقل القاريء "فزينب" تعشق سجانها "محمد" و "هند" تعشق مغتصبها "سلار" و "أم ضيفة" تحب زوجها و كاسر ذراعها (رضاوي) و كأن الكاتبة تريد القول أن العلاقة الجسدية تكفى لتوليد العشق والغرام.

٦- لم يعجبني تدخل الكاتبة المستمر فى التعديل على الشخصيات و تحريك الأحداث بشكل مُفتعَل مثل التحول المتطرف فى مشاعر "هند" بعد اغتصابها تجاه "سلار" دون أي مقدمات مقنعة.



**** نظرة عامة على الرواية :

- البداية و خلق دافع الولوج لهذا العالم كان أضعف قليلاً من مثيلتها فى القطائع حيث أنه هنا الجد يحتضر و يوصي الحفيدة بقراءة كتاباته عن مسجد "السلطان حسن".

- أفضل ما قامت به الكاتبة فى سرد و حبكة الحكايات الثلاثة هو أنها تقوم بسرد القصة كتمويه لقصة أخرى أقوى و أفضل و لكنها تظهر بين ثنايا الحكاية الأصلية.

أولاً :عهد الناصر محمد بن قلاوون :

- رسمت الكاتبة خطين دراميين تقاطعَا عدة مرات... القصة الرئيسية هى خطف الأمير المملوكي "محمد المحسني" لأخ و خطيب "زينب"؛ و مفاوضتها عليهم بالزواج منها غصباً و الذى تحول بعد اغتصاب و ضرب و سجن إلى قصة حب و إخلاص نتج عنها عدة أبناء منهم "محمد مشيد العمائر" الذى شيد مسجد السلطان حسن "بطل الأحداث ".

- ظهور مؤثر للشيخ "عبد الكريم" و نهاية مأساوية له فى السجن.

- استغلت الكاتبة القصة للدخول إلى التاريخ المملوكي حيث الصراعات التى انتهت بتولي السلطان "محمد الناصر بن قلاوون" للحكم ثلاثة مرات و الاستقرار بالبلاد لمدة ثلاثين سنة و ينتهى الجزء بمقتل ابنه "حسن" صاحب المسجد و عودة الدماء مرة أخرى.

- تم رسم الشخصيات بعناية عدا "يوسف" فظهر باهتاً و لم يحدث معه أي ارتباط أو تعاطف.

- مشهد الدونية للمرأة تجلى في حب "زينب" لتقبيل قدمي زوجها "محمد" بعد سجنها له.



ثانياً :عهد السلطان برقوق :

- قصة لها وجهان الظاهر منها هى القاضي الفاسد الذى أغوته امرأة متزوجة فقام بتطليقها و الزواج منها رغماً عن والدها و تقرب من السلطان "برقوق" ليستحوذ على منصب قاضي القضاة....

و لكن عند الغوص فى الأحداث تجد قصة مغايرة تماماً تتحدث عن القاضي الشجاع الذى كاد يضحي بحياته لإقامة الحد على ابن الأمير المملوكي الذى فَجَرَ بالطفل "حسن" وأنقذ "ضيفة" من زواج قهري و وقع فى حبها ليتزوجَا بعد عناء و عندما حاد "برقوق" عن الحق اعتزل "عمرو" القضاء و اتجه للتدريس بمسجد "السلطان حسن".

- لم أعجب بفكرة إغراء "ضيفة" للقاضي قبل إعدامه بيوم و معاشرتها له فكانت استرخاصاً لها و أقرب للأفلام الهندي و كنت أفضل أن يكون مجرد حلماً.



ثالثاً :سقوط مصر على يد سليم الأول :

- أجمل الأجزاء سرداً و أقربها للتاريخ فهي من كتاب "ابن اياس" "بدائع الزهور في وقائع الدهور ".

- قصة ثلاثة فرسان "سلار و اينال و قانصوه العادلي "و سلطانهم الشهيد "طومان باي" أحدهم مات أو بالأحرى هو الناجي الوحيد من الذل و الآخر بُتِرت قدمه و الثالث خَانَ و حَلقَ لحيته و صار من العثمانيين.

- لايعيبها إلا ظهور المازوخية فى أدنى صورها "فهند" الفتاة الأَبيَّة الحرة تقع فى عشق مغتصبها "سلار" الذى كان يهددها بقتل أخيها إذا لم ترضخ له و هى أدنى صور النذالة أيضاً.

- ظهور _على استحياء و لكنه هام _لشهادة "مصطفي باشا" للنظر إلى الاحتلال العثماني من زاوية الأتراك.

**** إجمالاً الرواية ممتعة لها رَوْنق و بها من الثراء اللغوي ما يكفي للارتواء؛ جهد كبير و متانة فى الحبكة و قوة الأحداث و صبغها بالصبغة التاريخية بحيث لا تعلم الحقيقي من الخيال؛ مشاعر جياشة صوفية مفعمة بالمعاني من حب و كره.. أمل و يأس.. قسوة و حنان.. تجعلك تقرأ بقلبك قبل عقلك؛ كانت رحلة سعيدة لا يعيبها إلا ساعة النزول و صعوبة البحث عن رحلة جديدة ما يوقعني فى فخ (سدة القراءة) لفترة .. و أخيراً لا تنسَ أن تقرأ الفاتحة ثلاث مرات عند باب زويلة!!!.

2022-12-15

ممتازة

2021-07-07

انصح بقراتها … ممتعة

2021-03-04

== عن الرواية ==
تحكي هذه الثلاثية عن فترة هامة وذاخرة من تاريخ مصر وهي فترة حكم دولتي المماليك، دولة المماليك البحرية ودولة المماليك البرجية، ثم هزيمة المماليك على يد قوات سليم الأول في عام 1517 و قتل السلطان طومان باي وتعليقه على باب زويلة. و تتخذ الثلاثية من قصة بناء مسجد السلطان حسن بداية للحكي، وتحكي عن تاريخ وتفاصيل العصر وقت وقبل البناء من خلال قصة غير مألوفة على المصريين في هذا العصر وهي زواج زينب المصرية من أمير مملوكي غصبًا وبعد تهديد من الأمير. ويثمر هذا الزواج عن المهندس الذي بنى المسجد. ثم تتوالى الأحداث التي تعود في الحكاية الثانية إلى المسجد بعد عام 1388 حيث تحول إلى ساحة قتال بين الأمراء وفي الحكاية الأخيرة ترصد الأحداث سرقة ونهب المسجد على يد القوات العثمانية.

تحاول الكاتبة عبر ثلاث قصص تدور كل منها في إطار تاريخي يعكس من خلفه الوضع الاجتماعي والسياسي والتاريخي لمصر وناسها في تلك الفترة التي سيطر فيها المماليك على الحكم بعد انتهاء الحكم الأيوبي. وآثار الحكم المملوكي الذي لا زال حتى يومنا هذا تختلط النظرة بشأنه فمن جانب يراه البعض ويؤرخ له كحكم محتل لمجموعة من العبيد الذين تم جلبهم من أماكن عدة إلى مصر وهم أطفال فتدربوا كجنود وتابعين لسلاطين وأمراء مارسوا التسلط على المصريين. ومن جانب لا يمل المصريين عن ذكر انتصارات المماليك على التتار والصليبيين وكيف حموا مصر من غزواتهم على مدار قرون إلى جانب أثرهم المعماري والتعليمي والخيري في بناء المساجد والمدارس والأسواق والمشافي. ولذا يبقى مسجد السلطان حسن وقصة بناؤه وحضوره في تاريخ تلك المرحلة رابطاً هامًا عبر الأجزاء الثلاثة وتم اختياره لكونه أهم مسجد في تاريخ المسلمين من حيث المعمار والمساحة والحجم وتكلفة البناء إلى عصرنا هذا.

وأيضًا تحدثت الرواية في الحكاية الأولى والثانية منها عن فكرة ظهور وباء الطاعون في عصر المماليك أكثر من مرة، منها عصر االسلطان الناصر محمد بن قلاون وعصر السلطان برقوق كما رسمت المعتقدات وراء انتشار هذا الوباء في تلك الفترة والطرق العلمية التي اتخذها المماليك ورجال الدين للحد من انتشارهذا الوباء وكيف أدى هذا الوباء إلى موت الكثير من السلاطين والأمراء والعامة. وذكرت الرواية أن الخوف شعور إنساني يجب احترامه ولكن في نفس الوقت لا يجب أن يسيطر على الإنسان. كما وضحت أن من السهل فناء البشر بالأوبئة والحروب ولكن التاريخ يظل دائمًا خالدًا بعمائره حيث لا تفنى العمائر بالوباء.

إلى جانب ذلك، يوجد بهذه الرواية الكثير من الاقتباسات التي جسدت ببراعة مشاعر وأفكار النفس البشرية في عصر المماليك، والتي من الممكن أن تنطبق على سائر العصور وكأن التاريخ يعيد نفسه

2021-03-04

راوية رائعة .. مزيج من التاريخ والأدب