كتاب التكوين في الفنون التشكيلية

عبد الفتاح رياض

مسرحيات وفنون

كتاب التكوين في الفنون التشكيلية بقلم عبد الفتاح رياض..حين يتجه الفرد نحو الفن- محترفا كان ام هاويا- فإنه يصب إهتمامه أولا في التعرف على تكنولوجيا الأداء لممارسة العمل الفني، فالمصور (الفوتوغرافي مثلا) إذ يطرق هذا الميدان، انما يبدأ بدراسة آلة التصوير وعدستها وكيفية نقلها للصورة، ووسائل تحميض الأفلام وطبعها وتكبيرها، وأسماء المواد الكيميائية، وخصائص الخامات التي يستخدمها من أفلام وأوراق حساسة للضوء.. ألخ

 وفي نهاية الامر يجد نفسه وقد تاه في مجموعة من الاصطلاحات العلمية والحقائق الكيمياوية والفيزيائية والرياضية. ولا يمكننا ان ننكر الأهمية القصوى لدراسة هذه الامور، فهى جميعها تمثل وسيلة الأداء، ولكننا- ولاشك- نستنكر ان ينصب الإهتمام فقط على الوسائل دون الغايات، فالغاية، والهدف النهائي من الصورة هو أن تكون أداة للتعبير البصري. وموضوع هذا الكتاب يدور حول دراسة الشكل form وتكوين composition عناصره وترتيبها في المجال البصري ليكون أداة للتعبير المرئي عن المعاني التى يرغب الفنان التشكيلي أن ينقلها إلى الرائى خلال العمل الفني، مهما كانت ادوات عمل الفنان. وحيث أن الطبيعة هي مصدر الإلهام الفني، والقواعد التي وضعها البشر جميعها مستمدة من الطبيعة. ولما كان الانسان مظهراً من مظاهر الطبيعة، وكان هو أيضاً الحكم في مدى تقبل العمل الفني والاستمتاع به جماليا وادراك ما يحمله من معانن فإنه من الطبيعي أن يكون الإنسان- بحكم تكوينه فسيولوجيا وسيكولوجيا-، هو نفسه من مصادر قواعد التكوين، لذلك بدأنا دراستنا بالتعرف علي العلاقة بين الطبيعة والإنسان من جانب، وبينهما وبين العمل الفني من جانب آخر، ثم في العلاقة بين العمل الفني ومن يشاهده، وهى علاقة تهدف أساساً إلي أن يستمتع الانسان بالعمل الفني إستمتاعاً جمالياً وأن يستجمع منه معان أرادها الفنان، ولما كانت عوامل هذا الاستمتاع ذاتية من جانب (أى ترجع إلي من يشاهد العمل الفني)، وموضوعية من جانب آخر (أى ترجع إلي عناصر يتميز بها العمل الفني) لذلك فإن هذا البحث قد صار حلقة تربط بين فروع متعددة من فروع المعرفة. وليس هذا بجدبد فأبواب المعرفة في العلوم والفنون والآداب لا حدود فاصلة بينها، بل تتداخل كل منها في الأخرى، ومن ثم نجد أن هذا البحث يربط بين ممارسة الفن، وفلسفة الجمال، وسيكولوجية الانسان بصفة عامة للتعرف علي رغباته وغرائزه التي تثير فيه الاستمتاع بالجمال، وسيكولوجية الإدراك البصري بصفة خاصة، وقد استتبع هذا دراسة للعوامل الموضوعية التي من شأنها إثارة الأحاسيس الجمالية في العمل الفني ومنها دراسة للنسب الجمالية لتكوينات الطبيعة بصفة عامة والانسان بصفة خاصة، وهي دراسة وجدنا أن الفضل الاول في اكتشاف أسسها يرجع إلي الفنان المصري القديم الذي وضع لها قواعد رياضية ثابتة محكمة نقلها عنه بعدئذ قنانون آخرون من قدامى الاغريق، ثم في إيطاليا في عصر النهضة، فنسبها مؤرخوا الفن خطأ إلي هؤلاء، وهي في حقيقة الأمر كشف مصري قديم. 

شارك الكتاب مع اصدقائك