كتاب المنهاج النبوي

عبد السلام ياسين

العلوم الاسلامية

المنهاج النبوي كتاب ألفه الأستاذ عبد السلام ياسين المرشد العام لجماعة العدل والإحسان بالمغرب سنة 1981، يشرح فيه المبادئ والضوابط والأهداف والوسائل اللازمة لعمل جماعة المؤمنين لتجديد الإسلام وبعث الأمة الإسلامية من رقود طال قرونا طويلة لتعانق المستقبل الذي وعد به وبشر به رسول الله في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن النعمان بن بشير يقول الرسول :

" تكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء لله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا (الملك العاض أو العضوض: هو الذي يصيب الرعية فيه عسف وتجاوز، كأنما له أسنان تعضهم عضًا)، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكًا جبرية (ملك الجبرية: هو الذي يقوم على التجبر والطغيان).، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" ثم سكت. 

شارك الكتاب مع اصدقائك

2022-05-25

يعلن المؤلف في كتابه "كتاب المنهاج النبوي: تربية وتنظيما وزحفا" عن طبيعة تجديده واجتهاده وأسبابه وعوامله؛ كما يبين بشكل واضح الفرق بين الاجتهاد عند الأقدمين، والاجتهاد المنهاجي، وظروف وسياق كلا الاجتهادين، يقول رحمه الله: "لسنا بحمد الله وعافيته ممن يرفعون شعارات المذهبية واللامذهبية لفتنة المؤمنين. فعمل علمائنا واجتهاداتهم في الفقه الجزئي حصيلة مباركة ما كانت في نيتهم ونيتنا أن تطرح بديلا بكتاب الله وسنة رسوله، بل كان اجتهاد ولا يزال، صالحا أن يقلد عليه القاصر ويحذو حذوه المقارب ويأخذ عليه المجتهد، إن كان، لكن الفقه التجديدي الذي يتناول الكليات منهاج بناء جماعة المسلمين من الفرقة ومنهاج تأسيس الخلافة الثانية بعد العض والجبر من خلال اضطهاد الفتنة الداخلية ولعبة الأمم الخارجية" ، وقد جاءت رؤيته الاجتهادية في هذا السياق فريدة ومميزة، إذ قدمت مخططا لهندسة التربية والتنظيم والتغيير.
وقد شكلت مقدمات الكتاب مدخله الذي عرض أساسات لفهم باقي فصول الكتاب، فبعد الحديث عن حاجة المسلمين لاكتشاف "المنهاج النبوي" كي يسلكوا طريق الإيمان والجهاد إلى الغاية الإحسانية التي تعني مصيرهم الفردي عند الله في الدار الآخرة، وإلى الغاية الاستخلافية التي نُدِبوا إليها ووُعِدوا بها متى سلكوا على المنهاج واستكملوا الشروط، فعرَّف "المنهاج" ودلالاته القرآنية النبوية ومعناه ومضمونه وأهدافه وغاياته، بكونه "جسرا علميا بين الحق في كتاب الله وسنة رسوله وبين حياة المسلمين" ، هدفه بناء الخلافة الثانية المبشر بها في الأحاديث الصحيحة. ثم أبرز مدلول القومة لله باعتبارها الطريق إلى العزة والتمكين.
عنوان الفصل الأول: اقتحام العقبة، مستمد من سورة البلد، وهو مفهوم محوري في المشروع المنهاجي وفي تربية الفرد المؤمن ويقظته لجهاد نفسه كي تستقيم على طاعة الله، والتعاون مع المؤمنين المتواصين الصابرين المتراحمين لإقامة دين الله في الأرض. كما أبرز الفصلُ أنواعَ العقبات وضرورة اقتحامها انطلاقا من واقع الأمة المتردي وسعيا نحو مستقبلها الموعود المنشود.
أما تجديد الدين والإيمان الذي جعله رحمه الله موضوع الفصل الثاني، فقد تناول فيه منهج تجديد الشخصية الإسلامية الحاملة لرسالة بناء الأمة وتجديد أمر الدين.
وفي الفصل الثالث، تناول الإمام رحمه الله التربية على المنهاج النبوي، التي ترتقي بالملتحق بركب المؤمنين والمؤمنات مِن فهمٍ أعرابي سطحي للدِّين ومِن قُعود عن تحمل المسؤولية والأمانة، إلى نصرة للدعوة وهجرة صادقة إلى الله بالبذل والثبات، بشرط الصحبة والجماعة، والذِّكر، والصِّدق.
كما أبرز الفصل الرابع أهمية التنظيم الذي ينتظم حاملي تلك الرسالة على مستوى الروابط الإيمانية والقيم والنواظم الضابطة للعمل التي تعصمه من التنازع والفشل، التي حددها رحمه الله في ثلاث نواظم، هي: الحب في الله، والشورى والنصيحة، ثم الطاعة. والتي ترشد طاقاته لبلوغ مقاصد التربية والبناء والجهاد. وقد ختم الفصلَ بالحديث عن أمراض التنظيم وطبيعتها وأنواعها والتدابير التربوية والتنظيمية الكفيلة بمعالجتها.
أما شعب الإيمان فقد جعلها المؤلف رحمه الله صُلبَ كتاب المنهاج النبوي ودليلَه. حيث رتب مراحل التربية والتنظيم والجهاد، سبعا وسبعين شُعبة متدرجة، مرتبة وفق مقاصد تربوية تنظيمية محددة، وقسم تلك الشعب إلى عشر فئات سماها الخصال العشر، والتي تشكل خصال الإيمان ومجموعه؛ من خلال تناول تربوي منهجي ومنهاجي بديع في الفصل الخامس من الكتاب مستخرجا من تلك الخصال جوانب السلوك الفردي والجماعي، في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
أما هذه الخصال العشر التي انتظمت شعب الإيمان هي: الصحبة والجماعة، وذكر الله، والصدق، والبذل، والعلم، والعمل، والسمت الحسن، والتؤدة، والاقتصاد، والجهاد. وهي نفسها التي تناولها في كتبه السابقة، بنفس الترتيب، لكنه رحمه الله، في هذا الكتاب، عالجها بنَفَسٍ دعوي تربوي جهادي بديع.