رواية البراهين التي نسيها «مَمْ آزاد» في نزهته المضحكة إلى هناك أو: الريش

سليم بركات

روايات

سليم بركات كاتب سوري كردي القومية، له عدة روايات و دواوين شعرية رواية «الريش» هي سيرة روائية فنية لمؤلفها سليم بركات، ففيها نجد تقاطعات بين حياة بركات وحياة بعض أبطال الرواية، لكن ما يفعله بركات، إلى جانب توثيق الأمكنة والمدن والأسماء والقرى الواقعة في منطقة القامشلي،

  هو انه يمنح لنفسه الحرية في ترتيب المصائر وتبويب المصادفات بحيث لا تغدو الرواية سيرة ذاتية محضة بقدر ما هي سيرة نموذجية لبطل يمثل الكثيرين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، وكي يبعد الرواية عن أن تكون سيرة ذاتية فانه يستثمر طبائع الخيال إلى أقصى حدودها بما يتناسب مع حكاية تتحدث عن قومه الكرد الذين لا يمل سليم بركات، في كتابته، من الحديث عن حقولهم، ودجاجاتهم، وجنونهم، وحنينهم وعشقهم، ولا يكل من التجوال في تضاريس أرض لم تمنح لساكنيها الكرد سوى الخيبة والألم فكان تاريخا تراجيديا تنتهي فصوله دائما إلى العدم وهو مشرع أبدا على مجهول مخيف. بين هذا وذاك يجتهد الروائي الكردي في تدوين الفجيعة المنبثقة من تلك البقاع رغم كونه لم يعش فيها سوى سنوات طفولته وصباه «مم آزاد»، وتوأمه «دينو» هما بطلا الرواية، ومن خلالهما يستحضر بركات أجواء مدينة القامشلي وملامح سكانها الكرد وطبيعة أيامها العصيبة، القلقة وهي تصغي إلى أخبار الثورات الكردية الخائبة في تركيا، وإيران حيث أسس القاضي محمد أول جمهورية كردية في مهاباد عام 1946 ، وهو يمضي مع بطله «آزاد» في الحقول الواسعة، وفي العراء المفتوح على أفق غامض وحزين باحثا بين جنباته عن القطا والكراكي. يتحدث عن نهر «جغجغ» الذي يعبر مدينة القامشلي، وعن أصوات ابن آوى، عن السهرات الليلية التي كانت تقام في باحة منزل «حمدي آزاد» بائع القماش (والد بطلي الرواية) حيث لفائف التبغ لا تنطفئ وكؤوس الشاي تضفي على الثرثرات ألفة عابرة، يتحدث عن «شيرو بابان» صاحب حصادة «جون دير» المنكود، عن إسماعيل سمكو آغا صاحب إحدى الثورات الكردية، وعن حسين مُقرياني صاحب أول مطبعة كردية، يتحدث عن الأشجار والمطر والريح والسماء والأسرّة الخشبية الضخمة ليرسم لوحة بانورامية غنية لمدينة لم تزل مضيئة ويانعة في خيال الكاتب  

 

شارك الكتاب مع اصدقائك