رواية الفزاعة

إبراهيم الكوني

روايات

 أتدري؟ كنت يوما إنسانا عابرا أيضا. إنسانا أطلقت عليه القبائل اسم الساحر كما اعتادت أن تفعل مع كل العابرين الذين يحتفظون بأسرارهم لأنفسهم. لا يطيب لي النزول بأرض إلا إذا هجرتها إلى أرض أخرى في اليوم الذي يلي. جئت الواحة عابرا أيضا، ولكن الجدران استغفلتني يوم قررت

 أن استخدم بعض أسراري لأبتاع لنفسي زادا. نسيت أن الزاد هو الحيلة اللئيمة التي يستدرج بها الوسواس أصحاب العبور، فيركنون إلى الأرض التي تستعبدهم. لا ينتهي دور الأرض حتى يبدأ دور الحسناء. دخلت بالحسناء أرض الحقول يوما فوقعت في الأسر ولم أعد من أرض الحقول حتى اليوم. - الحقول؟ - وجدت نفسي في يد الفزاعة رهينة منذ ذلك اليوم. - الفزاعة؟ - الفزاعة قدرنا. نحن نستقر في الفزاعة، والفزاعة تستقر فينا. نحن الفزاعة، والفزاعة هي نحن. - كان مولاي يتحدث عن الأسفار. - ولكن الفزاعة عدو الأسفار.  

 

شارك الكتاب مع اصدقائك