رواية سينما الدورادو

مصطفى نصر

روايات

تدور الرواية بسينمات الأسكندرية وجعل اسم سينما لكل فصل من كتابه. فنكتشف ان كان هناك سينما بإسم ـ التتويج ـ التى كانت تقع كما وصفها المؤلف فى شارع محمد كريم الذى يبدأ من المنشية بعد ان تجتاز الجندى المجهول والمحكمة الكلية والمطافى .

 ويذكر فى الكتاب ان السينما سميت بالتتويج على الإسم القديم للشارع لأن الملك فاروق مر به فى طريقه الى قصر رأس التين وتم تتويجه ملكا هناك. ثم غيرت حكومة الثورة اسم الشارع فأطلقت عليه اسم محمد كريم بطل الإسكندرية العظيم الذى قاوم الإحتلال الفرنسى بقيادة نابليون

تبدأ فصول رواية "سينما الدورادو" السبعة عشر تحت عنوان "سينما التتويج"، وتصبح هذه السينما هي مسرح قصة الغرام المشتعلة بين عيدة المرأة المحرومة عاطفيا وجنسيا، والزوجة لبحار شبه غائب في رحلات البحر بصورة دائمة ودورية، وبين سيد ابن توحيدة الذي ذهب مع عيدة إلى سينما التتويج بشارع محمد كريم ليشاهدا معا فيلم "حمام الملاطيلي" قصة الروائي إسماعيل ولي الدين، وسيناريو وحوار السيناريست الجميل محسن زايد، وإخراج الرائع صلاح أبوسيف، وبطولة الشابين المتوهجين صحة وعافية شمس البارودي، ومحمد العربي.

لقد ماتت عيدة فجأة بالمرض الصدري اللعين (وهو بالمناسبة مرض العشاق الأزلي والأبدي)، وكان الزوج المسن الزناتي في رحلة طويلة من رحلاته البحرية التي لا تتوقف أو تنقطع.

وفي الفصل الثاني من الرواية وهو بعنوان "سينما ماجستيك" يستعرض الروائي مصطفى نصر قصة حب حسني وخميسة، والفيلم الذي يعرضه الفصل هو فيلم "سر طاقية الإخفاء"، بطولة الرائع عبد المنعم إبراهيم، الطيب والمسالم، والشرير القراري توفيق الدقن، وكيف انتقم الطيب من شر الشرير، حيث حاول حسني مرارا وتكرارا أن ينتقم من ابن عم خميسة، ولكن شر الشرير انتصر في نهاية الأمر، وفشلت قصة الحب البريئة بالاستسلام للقدر والتعاسة.

وفي الفصل الثالث من الرواية العذبة الجميلة "سينما الدورادو" وهو تحت عنوان "سينما الهمبرا" يحكي هذا الفصل جزءا من السيرة الذاتية لشاب سكندري عندما كان تلميذا صغيرا يهرب من المدرسة ليلحق بالحفلة الصباحية لسينما الهمبرا والتي يعلم الجميع أنها تعرض أفلاما أجنبية.

وعندما يغضب جمهور المشاهدين، ومعظمهم من الطلبة والتلاميذ والصبية الصنايعية، حين يسرق عامل العرض إحدى اللقطات المشتهاة من مشاهد الفيلم، أو عندما يعرض فيلما أجنبيا يخالف ما يعرف جمهور المشاهدين من أنه الفيلم الذي سيشاهدونه كما حدث مع فيلم "هرقل" الذي تأخر وصوله فعرضت السينما بدلا منه فيلم "سر مونت كريستو"، فهاجت السينما وصخبت الصالة الممتلئة بالشباب والطلبة والتلاميذ، وانتهى الأمر بتدخل الشرطة والقبض على بعض زعماء الشغب والمشهورين بالطيش والغضب والثورة.

وفي الفصل الرابع، وهو تحت عنوان "سينما النيل"، حيث شاهد راوي الأحداث فيلم "فاعل خير"، بطولة المطربة المتألقة صباح، والمطرب والملحن العملاق محمد فوزي، ثم عرضت السينما في العيد فيلم "الوسادة الخالية" قصة أحسان عبد القدوس، وبطولة المطرب معبود الجماهير عبد الحليم حافظ، والنجمة السمراء الرائعة لبنى عبد العزيز، ثم عرضت السينما بعد ذلك فيلم "حلال عليك".

لقد كان عرض كل هذه الأفلام تكئة فنية روائية لاستعراض حياة بسطاء الناس من سكان حي كرموز، وغيط العنب، وشوارع الإسكندراني وبوالينو ومحرم بك وجبل ناعسة.

وتستمر فصول الرواية فصلا فصلا حتى نصل إلى فصل "سينما بلازا"، وفصل "سينما الدورادو"، و"سينما بارك"، وفصل "سينما الجمهورية"، وفصول "سينما ريتس"، و"سينما فؤاد"، و"سينما الكوزمو"، و"سينما رويال"، وعرض فيلم "دموع الحب" بطولة موسيقار الأجيال ومطرب العواطف محمد عبد الوهاب، والمطربة نجاة علي.

ورأينا كيف أحبت البنت التلميذة المراهقة درية السينما حبا جما ملك عليها كل فكرها وعقلها الصغير، وكيف أرادت أن تعمل بالسينما ممثلة أو مخرجة أو كاتبة سيناريو أو مونتيرة.

لقد أرادت أن تعمل أي عمل يربطها بالسينما، ويقوم على الدراسة والعلم، فاصطحبت صديقتها في المدرسة الثانوية نوال، وهربتا معا إلى بنها، في طريقهما إلى الإسكندرية ومنها إلى أميركا، إلى هوليود حيث دراسة فن السينما على أساس علمي متين. وقد عرف سر الفتاتين صاحب اللوكاندة التي نزلتا بها في بنها، وفشلت رحلة الهروب العجيب وأعيدت الفتاتان إلى أسرتيهما بواسطة الشرطة.

ثم جاء أخيرا فصل "سينما ركس"، واستعراض قصص أفلام: "هي والرجال" من أخراج مخرج الروائع حسن الإمام، و"سلاسل من حرير" من إخراج بركات، ثم فيلم "شمشون ولبلب".

ثم يأتي في الختام فصل "سينما الوجيه" في الصعيد، ثم فصل عرض فيلم "راعي بقر منتصف الليل" في سينما ريالتو، ثم فصل "كازينو وفندق البوريفاج"، وقصة فيلم "موعد غرام" لعبد الحليبم حافظ، وفاتن حمامة.

وبهذا الفصل السابع عشر ينتهي الروائي مصطفى نصر باعتباره أحد أمهر الحكائين المصريين والعرب؛ من سرد حكاياته العجيبة المدهشة والتي حصل إطار عرضها الأفلام والسينمات في المدينة المعشوقة والرائعة الإسكندرية.

إن السينمات كانت مسرحا للأحداث الخيالية على رقعة الشاشة الفضية، ولكن الروائي الساحر مصطفى نصر جعل شخصيات روايته "سينما الدورادو"، تدخل إلى قلب الشاشة وتخرج في تداخل عجيب، وفي حيل مدهشة، وسلاسة وعذوبة غريبة.

شارك الكتاب مع اصدقائك