كتاب أحاديث عن الأدب المغربي الحديث

عبد الله كنون

الأدب

كتاب أحاديث عن الأدب المغربي الحديث بقلم عبد الله كنون.. هذا كتاب الأستاذ عبد الله كنون وهو يأتي تحت عنوان "أحاديث عن الأدب المغربي الحديث" وهو عبارة عن محاضرات ألقاها الدكتور كنون على طلبة قسم الدراسات الأدبية واللغوية في معهد الدراسات العربية العالية لجامعة الدول العربية.

 وفيه اهتم بكشف النقاب عن حقائق كنا ندركها "فإن السيد الصيب الروداني قاضي تارودانت رآها فأعجبته وكان ذهب إلى الحج، فاقتنى آلتها وتعاقد مع فني مصري للعمل فيها، فصحبه إلى المغرب، ولما رأى أن الدولة أحق بها أهدهما إلى السلطان محمد الرابع فقبلها منه ,أكرمه بأن ولاه عليها، وشرع في طبع الكتب المهمة وخاصة الكتب الدراسية مما يستعمل في القرويين وفروعها.. وانتشر في الطباعة بعد ذلك وصار من عمل الأفراد، وكثرت المطبوعات المغربية المعروفة بالفاسية، لأن المطابع التي تصدرها كان مقرها في فاس...".

كما وذكر أن آثار النهضة الشرقية من علمية وأدبية وفنية كانت تصل إلى المغرب الغربي بوساطة الكتب والمجلات والصحف فتتلقفها الأيدي بتلهف عظيم. ومنها آثار الشيخ محمد عبده وتلميذه رشيد رضا وأستاذهما جمال الدين الأفغاني في العلم والإصلاح والمنافحة عن الإسلام، وآثار الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي ومحمد فريد وجدي وآثار الشعراء شوقي وحافظ والزهاوي والرصافي وغيرهم من أعلام الفكر والسياسة كمصطفى كامل وسعد زغلول. ورد المؤلف كذلك نشأة التمثيل في المغرب إلى الفرق التمثيلية التي كانت تفد إليه من مصر وتونس.

والحقيقة الثانية: التي يبرزها المؤلف هي تشابه العوامل والأسباب التي أدت إلى قيام النهضة الحديثة، فقد كانت نفوس الأدباء تخضع لمؤثرات متشابهة لأن وجدان الأمة العربية الذي صنعه التاريخ الطويل وتشرب المثل العربية العليا أصبح ينفعل للمؤثرات حيثما وجدت، فالظلم والبغى والعدوان منفرة حيثما كانت والحجر على الحرية واضطهاد العقيدة والدس بين طبقات الأمة تثير الحفيظة في كل زمان.

والحقيق الثالثة: التي يكشفها هي أن المغرب العربي، مع ما تعرض له من "فرنسة" مدة تزيد على ربع قرن، عرف جميع الأنواع الأدبية التي عرفها المشرق العربي من مقال أدبي، وقصة وأقصوصة ومسرحية وشعر "وبتصفح هذه الآثار نجد أن الحصاد الأدبي لهذا الجيل أصبح من الغنى والتنوع بحيث يمكن القول أنه استتم العناصر الأولية للأدب الحي، وأنه شق الطريق للحاق بقافلة البعث الأدبي في العالم العربي.

والحقيقة الرابعة: التي تبين بوضوح أن المغاربة لم يقلوا عن المشارقة متانة أسلوب وعذوبة لفظ وسموا في الخيال ورقة في العاطفة. وقد أبدعوا في النثر إبداعهم في الشعر، وأكسبت حرارة العاطفة الوطنية شعرهم توهجاً.

شارك الكتاب مع اصدقائك