كتاب أفلاطون والأسطورة

محمد عباس

مذكرات وسير ذاتية

كتاب أفلاطون والأسطورة بقلم محمد عباس وعلى الرغم من كون الأسطورة ربما تبدو غير منطقية وغير عفلانية , إلا أنها تقوم بتفسير أصولها وعللها. وبهذا المعنى, فإن الأسطورة قد تبقى كتعبير عن المبادئ أو المعتقدات الأولية. ولعل الحكايات الخرافية والقصص المنقولة عن القدماء تكون قد اشتقت أو تفرعت من الأساطير , فالحكاية الخرافية كالأسطورة لها

 عناصرها الخيالية, ولكنها لا تعطي نفس المعنى للزمان , فالزمان مفتقد أو غير محدد في الحكاية الخرافية, بينما يكون الزمان محددا وقاطعا في الأسطورة.وللأساطير دورها في حياة الشعوب السياسية, ويكفي للتأكيد على ذلك , بأن تحريك الجموع الكبيرة اعتمادا على قوة الخيال أسهل من تحريكها بواسطة القوى المادية الصرفة. وقد استفادت بعض المذاهب السياسية من هذه المعرفة, فأصبحت الوعود تلقى بغير حساب بغض النظر عن استجابتها , فهناك العديد من الوعود اليوتوبية تتكرر بغير انقطاع.ومما لاشك فيه أن الأساطير تلعب دورا حيويا وفعالا في حياة المجتمعات المتحضرة, إذ تعد بمثابة القوة الدافعة للحضارة الإنسانية, وذلك بتدعيمها للتقاليد , فإذا ما اتضح عدم رضا أفراد المجتمع عن أحد الأنماط الاجتماعية, سواء كان هذا النمط ديني أو دنيوي, فإن الأساطير تعمل على إعطاء هذا النمط الشرعية والثبات. ومن هذا المنطلق فإنها تعد إحدى وسائل الضبط الإجتماعي , من حيث تعليمها أفراد المجتمع الامتثال للأنماط السلوكية المقبولة.

شارك الكتاب مع اصدقائك