كتاب ألبير كامي: حياته، أدبه، مسرحياته، فلسفته، فنه

عبد المنعم الحفني

مذكرات وسير ذاتية

-لماذا أكتب عن ألبير كامي؟ -إن ألبير كامي يمثل بالنسبة لي روح العصر Geist. وروح العصر مضمون وشكل. هي مضمون جديد، والمضمون الجديد يفرض شكلاً جديداً وأسلوباً جديداً.



- والأسلوب الجديد لا يعجب الكتاب من الجيل القديم، ولا الكتاب من الجيل الجديد الذين تربوا على كتاب الجيل القديم وتأثروا بهم وأخذوا عنهم.

- ولكن الأسلوب الجديد لا يعرف سمات الأسلوب القديم. لا يعرف الأرابيسك، ولا النمنمة، ولا الوشى اللغوي. لذلك يظن بعض الناس أن الأسلوب الجديد أسلوب ترجمة. أو أن أصحاب الأسلوب الجديد ممن قرأوا كثيراً باللغة الأجنبية، يفكرون بهذه اللغات، فالذين قرأوا باللغات الإنجليزية يفكرون بالإنجليزية، والذين قرأوا بالفرنسية يفكرون بالفرنسية، وتقوم عقولهم في نفس لحظة التفكير بترجمة التفكير من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية.

- والحقيقة أن الأسلوب الجديد، الذي يتخذه بعض الكتاب الجدد، أسلوب مقصود، لهذا أنا أقدم "ألبير كامي" كنموذج لروح هذا العصر، الذي يفرض أسلوباً جديداً ومعماراً جديداً يتلاءم مع موضوعات العصر. هذه الموضوعات التي يطرقها كتابنا الجدد اليوم، والتي لا يمكن أن يقدموها بالأسلوب القديم الذي لم يتعوده القدامى ولا المحدثون ممن تربوا عليهم وأخذوا عنهم
.

شارك الكتاب مع اصدقائك