كتاب إشاعات من عالم آخر: ما الذي نفتقده؟

فيليب يانسي

الفكر والثقافة العامة

كتاب إشاعات من عالم آخر: ما الذي نفتقده؟ بقلم فيليب يانسي..كتبتُ هذا الكتاب لمن يعيشون على حدود الإيمان، وهذه العبارة اقترحها لي أولاً الكاتب "مارك بيكانن". ففي مناطق الصراعات -مثل شبه الجزيرة الكورية- تقوم الجيوش على كلا الجانبين بمراقبة حدودها، تاركه ورائها منطقة نزاع. وتجد نفسك في "أرض لا يملكها أحد" لا تنتمي لأي منهما.

في أمور الإيمان، يشغل كثير من الناس الحدود. فالبعض يعطون الكنيسة والمؤمنين مجالاً كبيراً، ومع ذلك يظلون متباطئن على الجانب الآخر. وربما ظهور للجمال أو إحساس بالحنين يدفعهم لشيء ما لابد أن يوجد خارج روتين الحياة اليومية؛ ولكن ما هو ؟ موضوعات هامة -تغيير العمل، ولادة طفل، أو موت أحد الأحباء- تثير أسئلة ليست لها إجابات سهلة. هل هناك إله؟ هل هناك حياة بعد الموت؟ هل الإيمان الديني مجرد عكاز، أو طريق يقود إلى شيء حقيقي؟
ألتقي أيضاً مسيحيين يجدون أنه من الصعب توضيح لماذا يؤمنون كما يؤمنون. فربما استوعبوا الإيمان كجزء من تنشئتهم، أو ببساطة ربما يجدون أن الكنيسة مكان انتعاشي يستحق الزيارة في عطلات نهاية الأسبوع. ولكن لو طُلبَ منهم أن يشرحوا إيمانهم لأحد المسلمين أو الملحدين، فلن يعرفوا ما يقولون.
ماذا كنتُ سأقول؟ هذا السؤال أثار هذا الكتاب. فلم أكتبه أساساً لأقنع أي شخص آخر أن يفكر جيداً آملاً أن يشاركني إيماني الشخصي. هل الإيمان الديني يُشكل معنى في عالم تيلسكوب هابل والأنترنت؟ هل اكتشفنا أساسيات الحياة؟ أم ان مكوناً مهماً مفقود؟
اعتقد ان الفاصل الكبير بين الإيمان وعدم الإيمان ينحصر في سؤال واحد بسيط: هل العالم المنظور من حولنا هو كل شيء؟ المرتابون من إجابة هذا السؤال -سواء المقتربين إليه من مدخل الإيمان أو من مدخل عدم الإيمان- يعيشون على الحدود. فهم يتسائلون ما إذا كان الإيمان بعالم غير منظور هو تفكير توّاق. هل الإيمان يخدعنا لرؤية عالم غير موجود، أن إنه يكشف عن وجود عالم لا يمكننا أن نراه بدونه؟
إنني "أفكر بصوت عال" بكتابة الكلمات على أوراق، وهكذا جاء هذا الكتاب. أبدأ بالعالم المنظور من حولنا؛ العالم الذي نعيش فيه جميعاً. ما الإشاعات التي يمكن أن ينقلها عالم آخر؟ من تلك النقطة أفحص التناقضات الظاهرة. إن كان هذا العالم هو عالم الله، فلماذا لا يبدو أنه هكذا تماماً؟ لماذا كل هذه الفوضى على هذا الكوكب؟ وأخيراً أتأمل في كيف أن العالمين -المنظور وغير المنظور، الطبيعي والفائق للطبيعة- يتفاعلان معاً ويؤثران على حياتنا اليومية. هل الطريقة المسيحية تمثل أفضل حياة على هذه الأرض، أم إنها تملك الطريق إلى الأبدية؟
أحياناً ما أكون مسيحياً مقاوماً، مصدوماً بالشكوك، "وفي مرحلة نقاهة" من مقابلات كنسية سيئة. لقد استكشفت هذه الاختبارات في كتب أخرى، ومن ثم قررت عدم معالجةة ماضيَّ مرة أخرى في هذا الكتاب. إنني مدرك تماماً بكل الأسباب التي تبعدني عن الإيمان. فما هو سبب إيماني إذاً؟ واصل القراءة. 

شارك الكتاب مع اصدقائك