كتاب العناية بصحة الفم والأسنان عند مريض السرطان

نبيل نادر قوشجي

الطب والتمريض

كتاب العناية بصحة الفم والأسنان عند مريض السرطان بقلم نبيل نادر قوشجي.. بسم الله الذي تتم بنعمائه الأمور كان مريض السرطان عامةً مريضاً انتهائياً في عُرْف الأطباء وميتاً حياً في عُرْف المجتمع ولم تكن الاختلاطات الفموية لعلاج السرطان تدخل في الحسبان عند اعتماده من قبل الطبيب ولا يأبه لها المريض


- على ألمها- لِمَا يكابده من آلام أشد وطئة ، ولا يقدّرها المجتمع حق
قدرها حيث لا حاجة لعلاج سن مَنْ نَخَرَهُ السرطانُ!

إلا أنه مع تقدم العلوم واتساع الاكتشافات لم يعد مرض السرطان ذاك
الوباء الفتاك القاتل دوماً، ولم يعد مريض السرطان إنساناً محكوماً
عليه بالإعدام مؤجل التنفيذ، بل صرنا نسمع عن مريض سبق وأن
أصيب بالسرطان وآخر في طور المراقبة بعد أن انتفى وجود الخلايا
السرطانية لديه عقب العلاج، وتلك التي تحيا عقب الإصابة سنوات
حتى تملّ الحياة وذاك الذي يشفى من سرطانه ثم يصاب بعلل أخرى
لا تقل - في عرفه- سوءاً.

إنّ الاحصائيات العالمية تقول أن عدد مرضى السرطان في العالم
بازدياد مطرد وأن عدد المرضى المتعايشين مع السرطان هو الآخر
بازدياد وحقيقة أن العلاج الراهن للسرطان أكثر فعالية وأقل خطورة
على المريض نفسه تجعلنا نعتقد أن هذه الإحصائيات ستبقى واقعية
وحقيقية لسنين عدة.

قد ذكرت كل ما سبق لنصل معاً - قارئي الكريم - إلى الاستنتاج
التالي:

إنّ المريض المصاب بالسرطان سيغدو في القريب العاجل جزءاً من
مرضى العيادة السنية ، وإن المشاكل الفموية و الأعراض الجانبية
المتظاهرة في الفم والناتجة عن المعالجات التقليدية للورم الخبيث
ستتطلب من الفريق الطبي عامة وطبيب الأسنان خاصة جهداً إضافياً
ليشملها كل من التشخيص والتدبير والمتابعة!

في هذا الكتاب - وهو الأول فيما نعلم - سبيل التعامل مع مختلف
الاختلاطات الفموية للمعالجات السرطانية ، تشخيصاً وتدبيراً ومعالجة.
هو كتاب يحتاجه طبيب الأسنان إن أراد الخروج من دائرة الحرفة
إلى محيط الحكمة ويحتاجه المريض إن أراد مساعدة نفسه في شفاء
يتعدى البقاء على قيد الحياة إلى كونه فاعلاً ومنفعلاً فيها.
إنه ليس كتاب ما قبل النوم وليس للقراءة العابرة أو السطحية؛ هو حل
لمشكلة ابتلي بها الكثيرون ، علنا نكون - معشر الأطباء ، أطباء الفم
و الأسنان - سبباً في تخفيف المعاناة من هذه المشكلة وسبيل حلها.
عافانا الله وإياكم من السرطان و عقابيله واختلاطاته! ورحم كل
مريض به حياً وميتاً.

شارك الكتاب مع اصدقائك