كتاب المدينة والدولة ، نظرية في العمران الإسلامي من الأمس إلى المستقبل

طارق والي

التاريخ والحضارات

كتاب المدينة والدولة ، نظرية في العمران الإسلامي من الأمس إلى المستقبل بقلم طارق والي..يأتي هذا الكتاب ليقدم أبن خلدون وفكره من زاوية جديدة وهي نظريته العمرانية التي طرحها من قرون وبقيت حبيسة ولما خرجت حديثا خرجت ضمن صياغة علم الأجتماع ، أما ما يطرحه المؤلف هنا هو قراءة للنظرية ضمن مفاهيم علم العمران كما نفهمه اليوم ، وكما قصده ابن خلدون في كتاباته بالمقدمة الشهيرة لكتاب العبر وديوان المبتدأ و الخبر . والنظرية العمرانية الخلدونية تبدو متشعبة النواحي والموضوعات ويرجع ذلك إلى طبيعة الموضوع وحال " النظرية " و " العمران " من جهة ، وإلى التكوين الفكري لشخصية ابن خلدون الموسوعية من جهة أخرى ؛

ويقد المؤلف هنا عدد من الركائز أو القضايا والمفاهيم الاساسية والهامة تشكل في مجموعها صلب النظرية وإطارها العام ..'' التاريخ خبر عن الأجتماع الإنساني الذي هو العمران البشري .. الإنسان مدني ( من مدنية ) بالطبع .. ..العلم والتعليم أمران أساسيان في العمران ومرتبطان به إيجاباً وسلباً .. للدولة أعمار كأعمار الأشخاص تبدأ قوية تحت قيادة منشئها ، ولا يكاد ينتهي الجيل الثالث حتى تكون قد أشرفت على الزوال ، وللعمران في نطاق الدولة مرحلة تألق وأزدهار ثم خراب وزوال .. وغيرها '' وهكذا كانت نظرية ابن خلدون حول العمران يتجاذبها محوران متوازيان لا غنى لأحدهما عن الآخر ، بل لا وجود لأحدهما في غياب الآخر وهما : المحور الأول ـ الدولة وتطورها وأليتها الاجتماعية العصبية وغايتها الملك ..المحور الثاني ـ التمدينن والتطور من البداوة إلى الحضارة وتعبيره المدينة ..ويستخلص المؤلف أن المدينة والدولة صنوان متكاملان يخضعان لنقس القوانين الني نظر لها ابن خلدون وما يرتبط منها بالحركة التطورية الطبيعية وهي ما يسميها بالعوارض الذاتية . وينتهي المؤلف إلى الموازنة بين النظرية كما فجرها السلف وبين إشكالية المعاصرة للعمران كما نعيشها اليوم ويخلص إلى رسم صورة واقعية لحال العلاقة الجدلية بين الدولة ومؤسساتها السياسية الرسمية وبين المؤسسات المدينية (من مدينة) فى غياب المشروع الحضاري عند كل من السلفيين بمرجعهم الشرعي الإسلامي وعند التقدميين الليبراليين بمرجعهم القومي العربي ، ويدق ناقوس الخطر حول خطورة الصراع بين المفهومين أو الأتجاهين صراع حول الوصول إلى الدولة المهيمنة مع غياب المشروع الحضاري لها فالتجربة التاريخية قديمها وحديثها أثبتت أن النهاية المحتومة هي هيمنة الدولة العسكرية على المؤسسات المدينية وتسييرها لمصالحها لغياب هذا المشروع الحضاري .. والنتيجة انهيار الدولة وخراب العمران فى تتابع محتوم . (less)

شارك الكتاب مع اصدقائك