كتاب الهابط الغوي من معاني المثنوي

أبو الفضل القونوي

العلوم الاسلامية

كتاب الهابط الغوي من معاني المثنوي بقلم أبو الفضل القونوي..وبعدُ: فهذا كتابُ إشهارِ ضلالِ كتابٍ صُوفيٍّ، معظمٍ عند جميع الصوفية وإنْ جهلوا لسانه الفارسيّ، ألا وهو كتابُ المثنَويّ .. ذاك المنظومُ من الكلام، الذي تُجرّئ على وصفه بالقرآنِ البَهلَويّ، وأعظمَ أناسٌ الفرية فقالوا: إنه من كُتب الوحي خامسُها السماويُّ، وكيف لا يَجرؤونَ وقد ادّعى مؤلفُه ذلك زاعماً أن أبياتَه كَشّافٌ لآخرها القرآنيّ.


ثم قال:
فإن مما يجب أن لا يُهمل من ترجمةِ هذا الغويّ، أنه كان مُدعياً معنى النبوة دون رسمها اللفظي، هذا بيّنٌ في كلامه وهو مُقتضى البحث العلمي .. فاعجبْ على من يُطلق على هذا الشاعر كلمة (وَليّ) -بمفهومها العربي القرآني لا الصوفي- ولا ينطق اسمه إلا مُصدَّراً بلفظة: (حضرة مولانا) الروميّ، ويُتبعُها في أحايين كثيرةٍ بـ (قُدّس سرُّه العليُّ)، ويُسطّر الصحائف بمدائح قيلت فيه، ما هذرَ بمثلِها في المسيح نصرانيٌّ، ويَستكتبُ اسمه بجميل خط الثلث الجليّ، فلله ما أبعدَها شخصيةً عن مِدحةِ كلِّ تقيٍّ.

ثم قال:
سيَبينُ بكتابي -إن شاء اللهُ- أنّ الروميّ لم يكن (عبداً للقرآن) ولا (تراباً في طريق النبيّ) -كما زعم- بل كان حاذياً في مثنويّه حَذو مُحرّفي الكَلِم الإلهيّ، أعني الذين كتبوا قبله (كشّافاً) للتوراة، ذوي الرجس التَّلمُوديّ.

إنك أيها القارئ لاقٍ في مجتمعك من يُعظم هذا المثنويّ وأمثاله تعظيمَ مُقلِّدٍ عاميّ؛ فحذارِ انْ تُكفّرهم، لأن تكفير المُعيّنِ شأنٌ شرعيٌّ قضائيّ، حسبُك أن تقرأ عليهم من كلماتٍ انتخبتُها منه، وما خُبِّئىَ من سيرة حياة مؤلفه، وانتظر تأثيرها الإيجابيّ، الذي وإن كان بعضه صاعقاً كصعقِ تيارٍ كهربيّ، إلا أنه قد يُصحُّ عقولَهم، أليس آخرُ الدواءِ الكَيّ؟!
مهمٌ أن تجادلَهم بالحُسنىَ، (قل كلمتَك وامْشِ) يا ألمعيّ .. لا يُعالجُ خطأٌ بمثلِهِ، عَوْذاً بالله من الأسلوب الخارجيّ.

شارك الكتاب مع اصدقائك