كتاب بلاغة القرآن

محمد الخضر حسين

العلوم الاسلامية

عمل كاتب صادق، خاض في كل ميادين العلم، وصال فيها وجال، وفي بحوثه القرآنية ـ شأنه في كل ميدان ومقام ـ، كان المحقّقَ المدققَ، والبليغ المحلّق، في كل مقال له آية، وكل بحث يغوص فيه راية، وأية راية؟!


وله في كتاب الله العزيز فرائد قيمة، فيها من العلم الغزير بقدر ما فيها من حسن البيان، وفصاحة الكلم. أنار بها العقول التي حاول الزيغ أن ينقلها إلى تهلكة، وأزاح عن سبيل الإسلام ظلماتٍ بعضُها فوق بعض. فجاء الحق بقلمه بيّناً، وزهق الباطل من قلمه زهقاً، إن الباطل كان زهوقاً.
وبأسلوبه البليغ حين يكتب في ’بلاغة القرآن‘، وبعلمه الصادق وقلبه المؤمن إذ يتحدث عن ’نقل معاني القرآن إلى اللغات الأجنبية‘، وبتقواه وورعه حين يهدي إلى ’رأي في تفسير القرآن‘، وبفضل الموجه العليم حين يحاضر طلابه في الأزهر حول ’المحكم والمتشابه في القرآن الكريم‘، إلى آخر تلك البحوث النورانية.
وإذا ما واصلت السير معه في درب الهدى إلى النقد، نجده الإمام الذي لا يخشى في الحق أحداً، ولايسكت عن رأي جاهل أو مضلّ يدس على الإسلام، بل سرعان ما يجرد قلمه المؤمن؛ ليحطم به أفكار أعداء الحق، ويدلي بالحجة بعد الحجة، والبينة إثر البينة، فيفحم الحائدين عن جادة الصواب، ويردهم على أعقابهم خاسئين خاسرين.

شارك الكتاب مع اصدقائك