كتاب حضارة السوبرماركت

عبدالرحمن أبوذكري

دراسات وبحوث

كتاب حضارة السوبرماركت بقلم عبد الرحمن أبو ذكري.. إذا كان الفقيه صاحب الصنعة لا يرى في جمهرة السلع المتداولة بأسًا، ولا يرى في طريقة بيعها شيئًا يُصادِم الشرع، إلا أني قد حرَّمتها على نفسي إذ آمنتُ بحُرمة أي تلاعُبٍ بالإنسان وشهواته. هذا الاختلاف في المنظور لا يرجع إلى عجز وتهافُت الفقيه التقليدي صاحب الصنعة ونقص أدواته فحسب، وإنما مرجعه كذلك إلى كونه سطحي برَّاني يتعامل مع الأقضية كلها -والمستجدَّة خصوصًا- كأنها ظاهر بلا باطن،

 ولا ينظر في المآلات غالبًا؛ إذ يقعد به فقر أدواته عن إدراك المآلات النفسيَّة والاجتماعيَّة التي تُصادِم الشرع ومقاصده على طول الخط. بل الأسوأ والأخطر أنه يُعامِل الإنسان كأنه ظاهر بلا باطن، وجسد بلا روح. روح تتأثَّر وتفسد وتمرض كما يمرض الجسد. والحديث يطول لكن هذا ليس مقامه.

ورغم أنني دُوَّنتُ هذه الدراسة بين عامي 2005-2007م؛ إلا أنها لم تُنْشَر للمرَّة الأولى إلا في شتاء عام 2008م، في مطبوعة فصليَّة قاهريَّة محدودة الانتشار. وها أنا أعيد نشرها ثانية نشرةً إلكترونيَّة، لكثرة سؤال بعض الأصدقاء عن أمور في صميم ما تناولته فيها، فلعلَّ الله ينفع بهذه النشرة، وتصِل إلى طائفة أكبر من القراء؛ فيفيدوا بها، ويُمطروا علينا وابلًا من دعواتهم الصالحات. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل

شارك الكتاب مع اصدقائك