يموت الوالد – رحمه الله - ، ولكن لأنني لا أستطيع تغسله ولا تكفينه ولا تشييعه. وذلك لظروف تجديد الإقامة ، وإذن فجواز السفر غير موجود! وعليه فقد تعين علي أن أغرّد في هذه المناسبة الأليمة (مُصيبة الموت) خارج السرب. فبكيته وحدي وحزنتُ عليه وحدي ، وها أنذا أشيّعه بشعري وحدي. وفي يوم الأحد 15/3/2015مـ أخبرت برحيل الوالدة الغالية كوكب أحمد السعيد محمد سماحة عن عمر يناهز السبعين عاماً من الكفاح ، في حياةٍ حُفت بالمكاره والصعاب والمشاق. فكانت نِعم الزوجة لأب كابد مشاق الحياة مثلها. وكانت نعم الأم الحنونة ، المُحِبة لأبنائها ، الناصحة لهم. وكنتُ نويت أن أسافر إليها لأعزيها في والدي الذي قضى قبلها بيوم واحد ، فلقد توفي يوم الجمعة 13/3/2015مـ. ولكنني لم أستطع لظروف ومقادير يعلمها الله تعالى! وكان حدثاً فوق الاحتمال والتصبر لولا معونة الله وتوفيقه! فتلقفتُ يراعتي ورُحتُ أسترجع شريط ذكرياتي مع أمي ، وعبر الدموع والنحيب والأشجان تولد المطلع الذي تلته الأبيات سراعاً إلى أن أتممتُ البيت الخمسين! وعندما يخلو ديوان الشاعر من رثاء أبيه وأمه الذين ماتا في حياته ، فمن كان أولى برثائه وبكائه ودموعه؟)
