كتاب سيكولوجية الدمج في الطفولة المبكرة

بطرس حافظ بطرس

التعليم والتربية

كتاب سيكولوجية الدمج في الطفولة المبكرة للمؤلف بطرس حافظ بطرس معاق.. معوق. كلمتان يستخدمها العامة في نعت الإنسان الذي يفضل التربويون والأكاديميون تسميته إنساناً ذا احتياجات خاصة قديماً.. ولظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية كان الطفل ذو الاحتياجات الخاصة لا يجد إلا مصيراً واحداً.. العزلة، فلا إمكانات لتأهيله وتدريبه ومحاولة

  علاجه، ولا ثقافة تؤهل للتعامل الصحيح معه ومع مرور الأيام تغيرت الصورة نحو الأحسن وربما كان تغيرها بطيئاً في الوقت الذي يتزايد فيه أصحاب هذه الاحتياجات بشكل كبير، فتتزايد أهمية العمل على رعايتهم أولاً، ثم على بحث كيفية جعلهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، على مقاعد الدراسة والتعليم صغاراً.. وفي محافل العمل والإنتاج كباراً ورغم أن التكافل والرعاية واجب ديني قبل كل شيء إلا أننا يجب أن نعترف بتقصير المجتمع تجاه دعم ومساعدة الجهات الحكومية والأهلية التي نذرت نفسها لهذه الفئات والتي تعمل الكثير بالقليل من الإمكانات ولعل أهم وأخطر زوايا قضية رعاية هذه الفئة من مجتمع الأطفال هو كيفية دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع، الأمر الذي لن يتأتى إلا بدمجهم في التعليم بطريقة أو بأخرى، كما أن المحور الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول هو القصور الشديد الذي تعانيه الجهات والجمعيات المسئولة عنهم نتيجة التزايد الكبير في إعدادهم الذي – للأسف – لا يقابله تزايد في الدعم والتبرعات من المواطنين والأفراد مفهوم الدمج التربوي يمثل دمج المعوقين – بصرياً وسمعياً ونطقياً وحركيا وعقلياً – إحدى الطرائق الحديثة التي يتم بها تقديم أفضل الخدمات التربوية التي يحتاج إليها ذوو الحاجات الخاصة، ويقصد بالدمج تقديم مختلف الخدمات التربوية والتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة في الظروف البيئية العادية التي يحصل فيها أقرانهم من العاديين على الخدمات نفسها، والعمل بقدر الإمكان على عدم عزلهم في أماكن منفصلة. إن مفهوم الدمج في جوهرة اجتماعي أخلاقي ضد التصنيف والعزل لأي فرد بسبب إعاقته، ورفض الوصمة الاجتماعية للأشخاص ذوي الاحتياجت الخاصة، فالدمج هو التطبيق التربوي لمبدأ التطبيع نحو العادية في أقل البيئات قيوداً عند تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، ويمكن تطبيق مبدأ الدمج خلال عدد من الأساليب من أبرزها: 1. استحداث فصول ملحقة في المدرسة العادية لإتاحة الفرصة أمام المعوقين للتعامل مع أقرانهم العاديين. 2. توفير غرفة المصادر بالمدرسة العادية حيث يمكن للطفل ذي الاحتياجات التربوية الخاصة أن يتلقى فيها مساعدة خاصة من قبل اختصاصيين كلما دعت الحاجة إلى ذلك. 3. توفير الخدمات المساندة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدرسة العادية، بواسطة معلمين متجولين يقومون بزيارات المدارس وفق جدول منظم وذلك لتقديم خدمات التربية الخاصة. 4. تقديم المساعدة داخل الفصل العادي، وقد يقوم بهذه المهمة المدرس العادي باستشارة معلم استشاري متخصص أو بمساعدة في التربية الخاصة، وتشمل هذه المساعدة الوسائل التعليمية أو الأجهزة التعويضية أو إعداد برامج خاصة. ولذلك يتكون هذا الكتاب من خمسة فصول، حيث يتناول الفصل الأول مفهوم التربية الخاصة وعلاقتها بسياسة الدمج، ويتناول الفصل الثاني دمج الأطفال المعاقين حركيا و جسمياً مع الأطفال العاديين، ويتناول الفصل الثالث دمج الأطفال المعاقين ذهنياً مع الأطفال العاديين، ويتناول أيضاً الفصل الرابع دمج الأطفال ذوي الإعاقات البصرية مع الأطفال العاديين ثم يتناول الفصل الخامس دمج الأطفال ذوي الإعاقات السمعية مع الأطفال العاديين.  

شارك الكتاب مع اصدقائك