كتاب فاطمة الزهراء (ع) أحداث ما بعد رحيل الخاتم ص

أحمد سلمان الأحمدي

الفكر والثقافة العامة

كتاب فاطمة الزهراء (ع) أحداث ما بعد رحيل الخاتم ص بقلم أحمد سلمان الأحمدي..إن النظر في سيرة الأمم السابقة من الأمور الراجحة عقلا وشرعا : أما عند العقلاء فإ ننا نجدهم باختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية والمناطقية يهتمون بتاريخهم، ويبحثون في سير عظمائهم ومن كان لهم تأثير إيجابي في حاضرهم، بل يعتبرون إهمال مثل هذه الأمور قبيحا ، بحيث أصبحت الأمة التي لا تهتم بتاريخها أمة متخلفة، أما شرعا فإن النصوص القرآنية قد حثت على ذلك، ودعت إلى تدبر سير الأقوام الماضية:


منها: قوله تعالى: { قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } ومنها: قوله تعالى: { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين }
من هنا فإن من أوجب الواجبات هو معرفة تاريخ أمتنا وما جرى في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعدها من أحداث مهمة كان لها تأثير مباشر على مستقبل الأمة الإسلامية.

ولهذا فإني رأيت أن أتعرض لأهم الأحداث التي حصلت في هذه الأمة بعد استشهاد المصطفى ﷺ لاسيما التي كانت السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام طرفا فيها؛ لأسباب سنذكرها لاحقا، ونبحثها بحثا موضوعيا مجردا عن كل عصبية أو اتباع للأهواء كما هو دأب أكثر المؤرخين.
وقد سبقني كثير من محققي وفضلاء الطائفة للتصنيف في هذه القضية، وبذلوا ما في وسعهم لتبيان الحقائق، إلا أن ما أفاضوا به علينا وأثبتوه في مصنفاتهم كان في الأعم الأغلب جزئي؛ وذلك لأن بعضها تعرض لقضية الهجوم على الدار، وأهمل قضية الميراث وفدك، وبعضها تعرض لفدك، وأهمل باقي القضايا، كما أن بعضها اعتمد في بحثه على مصادر العامة، ولم يتطرق إلى مصادر الخاصة، وهكذا.. ومن هنا ففكرة هذا الكتاب هو الحديث عن كل الأحداث المهمة والتي كانت السيدة الزهراء عليها السلام مركزا لها، والتعرض إلى مصادر هذه الأحداث المعتمدة عند الخاصة والعامة، مع مناقشة أهم الإشكالات والشبهات التي أثيرت على مر التاريخ.
 

شارك الكتاب مع اصدقائك