كتاب فوانيس أطلنطس

علاء الحلبي

الفكر والثقافة العامة

إن الإفتتان بالأحجار الكريمة مزروعاً بعمق في قلب الإنسان، ويبدو أن السبب لا يقتصر فقط على ألوانها ‏البراقة أو وهجها الجذاب ولا على صلابتها وثباتها، بل هناك أسباب أخرى تكمن في اللاوعي البشري تضفي ‏إليها هيبة خاصة تميّزها عن باقي الأما ‎ إن كافة الشعوب حول العالم، حتى في الجزر النائية، ما

 زالت تختزن في فلكلورها الشعبي شظايا وفتات من ‏معتقد عريق تم توارثه عبر الأجيال يتحدث عن تأثيرات وخواص ماورائية وقوى سحرية كامنة في الأحجار ‏الكريمة.‏ ‎ مما يدل على أن هذا المعتقد المنتشر عالمياً ينحدر من أصل واحد، ولا بد من أن يمثّل علماً متطوراً كان له ‏مكانته الرفيعة بين حكماء الماضي البعيد‏ ‎ ‎ أما الآن فلم يبق منه سوى الخرافات والشعوذة والكثير من المغالطات والمعلومات الخاطئة التي لا يمكنها أن ‏تمثل مرجعاً مجدياً يستند إليه الباحثون؛ جميع الكهنة والماجوس، الحكماء والفلاسفة، المستبصرين ‏والمتنبئين، الفلكيين والخيميائيين الذين توارثوا الحكمة القديمة وجدوا في الأحجار الكريمة أموراً وخواصاً لا ‏نستطيع إستيعابها أو نفطن لها في عصرنا الحالي.‏ ‎‎ ويجب العلم بأن الحُلي المُرصّعة بالمجوهرات لم توجد في الأصل لأسباب تزينية أو تجميلية، بل لأسباب ‏صحية وسحرية؛ فالغاية كانت الحماية والتحصين، وليس للزخرفة والتزيين.‏ ‎لقد أصبحنا نعلم اليوم بأن جميع الأشياء في هذا الكون، والتي تزيد درجة حرارتها عن الصفر، هي باعثة ‏للإشعاعات الكهرومغناطيسية.‏ ‎‎ إذاً فقد صدق حكماء العالم القديم في نظرتهم تجاه المواد الصلبة، كل شيء في الطبيعة يبعث إشعاعات، ‏وتختلف طبيعتها وخواصها حسب إختلاف نوع المادة الباعثة، على ماذا استند حكماء الماضي في توصلهم ‏لهذه الحقيقة العلمية؟... وكيف استثمروها، ووفق أي أساليب؟... ‏ ‎ هذا ما سنتعرّف عليه في هذا الكتاب.

شارك الكتاب مع اصدقائك