وترسخت بشكل دائم في أذهان الناس. ومع ذلك، بخاصةٍ مع تطور التكنولوجيا، بدأت مناقشة هذه المشكلة في الأوساط الأكاديمية اعتمادًا على الإمكانيات التي وفَّرَتْهَا السرعةُ والتواصلُ. تَعَرَّفَ مجموعةٌ صغيرةٌ من العلماء على الفرقِ بين هذين الأمرين بأنهما منفصلان تمامًا، وأنه لا تمت أحدهما بصلةٍ إلى الآخر. هؤلاءِ يشيرون إلى هذه الحقيقة باختصار شديد في بعض مقالاتهم. لكنهم مترددون ومتخوِّفون في إعطاء معلومات مستفيضة حول هذه القضية، لأنهم يعلمون أنهم سيواجهون ردودَ فعلٍ شديدةٍ إذا قدموا تصريحاتٍ عن الفرق بين هاتين الديانتين. وأنا في ضوء الأبحاث التي أجريتُها لسنوات عديدة، والوثائق التي حصلت عليها، توصلت إلى استنتاج مفاده: أن الإسلام والمسلومانليك (Müslümanlik) ديانتان منفصلتان تمامًا. لقد جازفتُ ونشرتُ كتابًا عن هذا الموضوع في الوقت ذاته. ولهذا الغرضِ قد أجريت مقارنةً بين الشخصية المسلمة والشخصية الْمُسْلُمَانِيَّةِ حتى يمكن فهمُ الموضوعِ بشكل أوضح. لقد كتبتُ ملاحظاتي باللغة العربية. فحصل منها كتابٌ صغير. أقدمها بين يديكم، أيها القراء الأعزاء. وأطيب التحيات.
