كتاب مقاصد علم اللغة في الحضارة العربية الإسلامية

خالد فهمي إبراهيم

دراسات وبحوث

كتاب مقاصد علم اللغة في الحضارة العربية الإسلامية؛ دراسة استقرائية بقلم خالد فهمي إبراهيم..هذا الكتاب: "مقاصد علم اللغة في الحضارة العربية الإسلامية، دراسة استقرائية"، هو الكتاب الثاني في هذه السلسلة المباركة، بعد الكتاب الأول: "علم الاقتصاد الإسلامي في ضوء مقاصده"، للأستاذ الدكتور أشرف محمد دوابه.


ظهرت فكرة مقاصد علم اللغة في سياق البحث عن محددين أساسيين غابا بصورة واضحة عن دراسات اللسانيين المعاصرين:
الأول: إعادة ترسيم الخريطة المعرفية لمصادر الدرس اللساني في تراث الحضارة العربية الإسلامية، بتعيين الحدود والمستويات الأصلية الجامعة والفرعية المنضوية تحتها.
والثاني: إعادة قراءة هذه الخريطة في ضوء مجموعة من المقاصد العليا والعامة والجزئية ،كان الفضل فيها للإسلام الذي فجّر الوجود العلمي للأمة، بعد نزول الكتاب العزيز، وتحولها لأن تكون أمة الكتاب بامتياز.
وفي هذه السبيل يسعى الكتاب إلى ما يلي:
أولا: صناعة مخططات حاكمة لمستويات الدرس اللساني في تراث هذه الحضارة، من خلال إعادة رسم الخرائط المعرفية لمصادر دراسة هذا اللسان الشريف، محكوما بالمستويات اللغوية، وما يدور في فلكها.
ثانيا: إعادة الاعتبار للحلقات المفقودة ، قبل تأسيس علم اللغة في هذه الحضارة وفق خطاب المستويات.
ثالثا: إعادة الاعتبار لنوع من المصنفات التاريخية، يمكن أن تمثل نقطة الضوء على طريق دراسة تاريخ علم اللغة في هذه الحضارة.
رابعا: مراجعة التيارات الفرعية لمؤلفات كل مستوى، من مستويات الدرس اللساني في هذه الحضارة، في ضوء مقاصد العلم كاملا، وفي ضوء مقاصد كل مستوى أساسي، وفرعي.
خامسا: تجاوز ما جاء في الكتابات السابقة والراهنة معا ،حول مقاصد الدرس اللساني في التراث العربي الإسلامي، الذي اتسم بالعموم السلبي، طموحا إلى تفصيل قوائم المقاصد، ومراجعة تحليل نصوص هذه المصادر المتشابكة بصورة دقيقة، بحثا عن وعي مستقر فيها بمقاصد تأسيس هذا العلم بمستوياته وفروعه.
لقد كان ظاهرا لهذا الكتاب أن الكتاب العزيز هو كلمة السر العبقرية، فبدأ منه، ودار معه، ووسع من مجال الفحص للدوائر التي اشتبك معها، وحررها من القيود والأغلال.
وقد تضمن الكتاب تمهيدا، وبابين، كما يلي:
- التمهيد: القرآن الكريم والحلقات المفقودة وعلم اللغة في الحضارة العربية الإسلامية.
- الباب الأول: مقاصد علم اللغة في الحضارة العربية: خطاب العام ، وفيه :
١-مقاصد علم اللغة في مصنفات تصنيف العلوم.
٢- مقاصد علم اللغة في مقدمات المصادر اللغوية العامة.
- الباب الثاني: مقاصد علم اللغة في الحضارة العربية: خطاب الخاص، وفيه :
١- مقاصد العناية بعلم الصوتيات.
٢- مقاصد العناية بعلم الصرف ( الأبنية).
٣- مقاصد العناية بعلم النحو ( التراكيب).
٤- مقاصد العناية بعلم الدلالة.
٥- مقاصد العناية بتاريخ علم اللغة.
وصاحب هذا الكتاب هو أ.د. خالد فهمي إبراهيم – أستاذ علم اللغة بكلية الآداب جامعة المنوفية في مصر - الذي أحسبه من أخلص علماء العربية في عصرنا؛ عكوفًا على تراثها، وتصنيفا في علومها، ورفعًا لرايتها ودفاعًا عنها، كل هذا من أرضية الهوية العربية والإسلامية؛ حيث بدأ في وقت مبكر من عمره هذا النشاط العلمي المتميز والممتاز، الذي سبق به أقرانه، ولا أبالغ إذا قلت: إنه سبق به بعض أساتذته وشيوخه، فقد قدم للعربية وبخاصة في مجال الدراسات المعجمية ما لم يقدمه غيره، كيف لا، وهو التلميذ الأقرب والمريد الأكبر لشيخ من أبرز شيوخ العربية في عصره العلامة أ.د. رمضان عبد التواب؟ وها هو يتحفنا بدرة جديدة ولؤلؤة فريدة وسفر عظيم، لا يَكتب في موضوعه إلا شيوخُ العلم الكبار، وهو لم يكمل الخامسة والأربعين من عمره!
كما زاد من بهاء هذا الكتاب وجماله وجلاله أن حظي بتقديم شيخ العربية في عصرنا، وهو العلامة الكبير أ.د. سعد عبد العزيز مصلوح، الذي يتمتع بلغة لا يكتب بها أحد في عصرنا، وبإنسانية مفرطة تستوعب مشاعر الآخرين وتطلعاتهم، وأبوة نادرة تحدب على أبنائه كما لا يحدب الآباء على أبنائهم.
هنيئا للأستاذ الدكتور خالد فهمي هذه الحفاية، وهذا الإنتاج المميز، وهنيئا لعلماء العربية هذا المصنف البديع، وهنيئا للمكتبة العربية والإسلامية هذه الإضافة النوعية، والله ولي التوفيق.
د. وصفي عاشور أبو زيد
المستشار العلمي لدار المقاصد.

شارك الكتاب مع اصدقائك