كتاب وصايا الزمان

إبراهيم الكوني

الفكر والثقافة العامة

كما هو دائم يتوارى إبراهيم الكوني وراء أسوار لغته التي تكتنز كما هائلاً من الألغاز، ليتجاوز ما هو كائن، بحثاً عن عوالم مشبعة بالوجد الصوفي. وعاشق الصحراء هنا هو عاشق الأبدية، كما أن عشق الأبدية فضيلة أبدية أيضاً، أما الصحراء فهي رمز للطهر والخلو، يلوذ بها العاشقون

  والصوفيون ليتحرروا من أغلالهم ومما كبلتهم به المدينة التي تنقض على القيم والأخلاق فنحى "لا نكسب العالم ما لم نخسر أنفسنا". في لحظة الانعتاق تلك تصبح الشهوة إلى الأسفار شهوة إلى الحرية وإلى الموت، فجسد الإنسان رمز زائل لجوهر خالد. والشهوة إلى الأسفار شهوة إلى الحرية فنحى "نستنجد باللذة طلباً للحياة، فتقودنا اللذة إلى الموت". وعند إبراهيم الكوني يتساوى العمل الحقيقي والفعل الديني وقد يدين المرء نفسه لأن الأفعال التي توقظ فينا الحياء ليست نبيلة.. ويصادفنا ذلك التفكير الصوفي في وصاياه التي يضمها هذا الكتاب وهي وصايا لتنقية الروح وقهر الجسد. وقدر الصوفي أن يهرب دائماً مما في أيدي الخلائق إلى ما في يدي الخالق "لا نكسب الخالق إلا إذا خسرنا الخلق". إن إبراهيم الكوني يقترب هنا من المتصوفة وأصحاب المواجد الذين وهبوا أنفسهم للخالق، فالعبر وما ملك لله.  

شارك الكتاب مع اصدقائك